Wednesday, March 24, 2010

المثلية الجنسية أكبر محرمات كرة القدم



أصبحت المجتمعات الأوروبية تتقبل المثليين جنسيا في مجالات سياسية واجتماعية عدة، غير أن الأمر يختلف تماما في عالم كرة القدم، حيث ما يزال الاعتراف بالمثلية الجنسية من المحرمات التي يصعب كسرها
خطت البلدان الأوروبية خطوات كبيرة نحو تكريس الحقوق المدنية لفئة المثليين وحمايتهم من العنف والتمييز، وكان من ثمار ذلك أن أصبح المجتمع الغربي يتقبلهم دون أحكم مسبقة على العموم، وهو ما انعكس على المثليين أنفسهم، إذ أصبحوا يكشفون بصراحة عن ميولهم الجنسية دون خشية من تبعات الكشف على المستويين الشخصي أو المهني. ولعل وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله وعمدة مدينة برلين كلاوس فوفرايت أفضل مثالين على ذلك. وإذا كان المجال السياسي يتميز بليبرالية في التعامل مع فئة المثليين والمثليات جنسيا، فإنه لا مجال في عالم كرة القدم للمثليين حتى الآن.

صورة نمطية للاعب كرة القدم

من المؤكد أن كرة القدم رياضة رجالية بامتياز، تحكمها القوة البدنية والقدرة على السيطرة والإطاحة بالمنافس. وعليه يسود الاعتقاد بأنه لا مكان على الملعب لشخص "رهيف الإحساس"، كما يتم نعت المثليين في الخطاب الشعبي. فالكرة بحاجة لـ "رجل صرف"، يبرز عضلاته لحسم مصير الكرة، ولا يندر أن يقوم بفاول ضد منافسه، وقد يشتم ويصرخ، كل ذلك مقبول، بل ومطلوب. ولكي تكتمل الصورة الذكورية النمطية، من الأفضل أن يقوم اللاعب باصطحاب زوجته إلى الملعب على غرار النجم الإنكليزي ديفيد بيكهام، أو النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وفي هذا السياق كان لـ "رودي اسوار" مدير أعمال نادي شالكه السابق موقفا لا يترك مجالا للشك. وجاء ذلك في حوار خص به صحيفة بيلد الصفراء حين قال "على المثليين اعتزال كرة القدم". ورأي رودي أسوار هذا، لا يمثل استثناءا في أوساط كرة القدم الألمانية، بل هو القاعدة. ووفقا لنسبة المثليين التي تصل إلى حوالي 15 بالمائة من مجموع سكان ألمانيا، فإن على كل نادي كرة قدم للمحترفين أن يضم بين صفوفه لاعبا واحدا على الأقل من المثليين جنسيا.

خوف من الإبعاد والإهابة

وإذا كانت لغة الأرقام لا تستثني وجود مثليين في أندية دوري المحترفين، إلا أنه لم يكشف رسميا عن وجود أي منهم فيها، لاسيما في أندية الدرجة الأولى، رغم أنه يتم الحديث عن هذا اللاعب أو ذاك وراء الكواليس. لكن اللاعبين المعنيين يلتزمون الصمت المطبق، لأنهم يخشون من أن تنتهي مسيرتهم الكروية عند هذا الحد، كونه لا يوجد أندية تترك أبوابها مفتوحة أمام لاعبين كشفوا عن حقيقة ميولهم الجنسية المثلية بشكل علني. كما أن اللاعبين يخشون الإهانة والتمييز من قبل زملاءهم، ومن قبل الجمهور. وحول ذلك أوضحت د. تاتينا إيغلينغ أستاذة علم الاجتماع والباحثة في موضوع مثليي الجنس من لاعبي كرة القدم، في حوار مع مجلة "دار شبيغل" الأسبوعية، أن اللاعب المثلي المحترف الذي يريد الكشف علنا عن شذوذه الجنسي" بحاجة إلى جرعة هائلة من الثقة في النفس لمواجهة تبعات ذلك" بما فيها "أنه لن يستطيع النوم أو الأكل أو المشاركة في التدريبات" فور الكشف عن ذلك.

قصة تجاستين فاشانو

كان المهاجم الانكليزي السابق تجاستين فاشانو، اللاعب الوحيد الذي كشف علنا على أنه مثلي. وكان ذلك في عام 1990، إلا أنه وبعد ثماني سنوات أقدم على الانتحار، لأنه لم يتحمل الضغوط التي مورست عليه من قبل الصحافة، وكذا إهانات الجمهور المتكررة. ورغم أن موته فجر نقاشا واسعا في الأوساط الرياضية حول اللاعبين المثليين؛ حث في خضمه وزير الرياضة البريطاني آنذاك اللاعبين المثليين عن الكشف عن ميولهم ومواجهة الأحكام المسبقة، إلا أن ذلك الجدل سرعان ما انطفأ فتيله وطويت صفحة فاشانو ومعها صفحة المثليين جنسيا داخل الملاعب.


ازدواجية المعايير

تؤكد الباحثة الاجتماعية تاتينا إيغلينغ أن اللاعبين المثليين "يعانون من ضغوطات جمة، لأنهم لا يستطيعون الإفصاح عن حقيقتهم". بل ويتعمدون "سلوكا عنيفا على الملعب" كي يظهروا مثل اللاعبين الآخرين، كما أنهم يستعينون بخدمات السيدات اللواتي يرافقن رجال الأعمال وغيرهم إلى الاحتفالات العامة. كل هذه الأمور تدل حسب إيغيلينغ على ازدواجية المعايير التي تميز حياة وشخصية هؤلاء اللاعبين ومحاولاتهم "اليائسة لإخفاء جانب من شخصيتهم". وقد يتسبب ذلك في حدوث أزمات نفسية أو تردي مستوى أداءهم على الملعب، كما حدث مع نجم هامبورغ السابق هاينس بوم، الذي تحول إلى مدمن للكحول، وانتهى الأمر بأن عُثر عليه مقتولا في شقته عام 1991. وتؤكد الباحثة الاجتماعية أن وضع لاعبي دوري الدرجة الأولى أكثر حرجا من زملاءهم في دوري الدرجتين الثانية والثالثة، كون الاهتمام الإعلامي مسلط عليهم بشكل أكبر، وبالتالي "يصعب عليهم التوفيق بين شخصيتهم الحقيقية والمصطنعة".



Sunday, March 21, 2010

هولندا ترفض تحميل المثليين بجيشها وزر مذبحة سربرينيتشا

هاجمت الحكومة الهولندية الجنرال الأمريكي المتقاعد جون شيهان، بسبب شهادته الأخيرة أمام الكونغرس الأمريكي، التي حمل فيها وجود جنود مثليين بالجيش الهولندي مسؤولية الإبادة الجماعية التي تعرض لها المسلمون في مدينة سريبرينتشا البوسنية عام 1995. وقال وزير الخارجية الهولندي المؤقت، ماكسيم فرهاخن، على صفحته بموقع "تويتر" إن هذه أكثر التصريحات "هي الأكثر غرابة حول سريبرينتشا،" مشيراً إلى أن الباعث الأساسي خلف صدورها يتمثل في النقاشات الداخلية الجارية في الولايات المتحدة حول المثلية داخل الجيش."

أما وزير الدفاع أيمرت فان ميديلكوب، فكتب على تويتر قائلاً إن التصريح :"مشين وغير لائق بالجنود،" بينما نقل الراديو الهولندي بياناً نفى فيه الجنرال هينك فان دن بريمان، قائد الأركان الهولندي السابق، أن يكون قد أدلى بمواقف مماثلة على مسامع شيهان، واصفاً تصريحات الأخيرة بأنها "محض هراء."وكان شيهان، القائد الأعلى السابق لحلف الأطلسي، قد قال إنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في العام 1991 "اعتقدت دول مثل بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا وغيرها، بصورة راسخة أنه لم تعد هناك حاجة لوجود قدرات قتالية لجيوشها."جاء ذلك خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي حول سياسة "لا تسأل لا تقل"، الذي يحتم على عناصر الجيش الأمريكي من المثليين بعدم البوح عن ميولهم بصورة علنية. وقال شيهان: "نتيجة لذلك، أعلنوا عن خطة سلمية وبذلوا جهودا لجعل جيوشهم اجتماعية.. وتضمن ذلك تحرير الجيوش بما في ذلك الانفتاح على المثلية الجنسية علنا وإظهارها في سلسلة من الأنشطة، مع التركيز على عمليات حفظ السلام لأنهم لا يعتقدون أن الألمان سيهاجمونهم مرة أخرى أو أن السوفيت سيعودون." وأضاف أن هذا الأمر أدى إلى بروز جيوش غير معدة بصورة جيدة لخوض حروب. وقال: "إن المثال الذي أشير إليه هو ما حدث عندما طولبت القوات الهولندية بالدفاع عن سربرينيتشا ضد القوات الصربية، وكانت الكتيبة الهولندية تخضع لقيادة ضعيفة، فجاء الصرب إلى البلدة وقاموا بتقييد الجنود بأعمدة الهاتف واقتادوا المسلمين إلى خارج البلدة وقتلوهم."

وأضاف: "كانت تلك أكبر مجزرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية."وعندما سئل عما إذا أبلغه قادة الجيش الهولندي بأن أداء أفراد الكتيبة الهولندية مرتبط بجنود من المثليين، قال شيهان: "نعم.. لقد أشاروا إلى ذلك كجزء من المشكلة."وكان شيهان يشير إلى المجزرة التي وقعت في 11 يوليو/تموز عام 1995، عندما اجتاحت القوات الصربية المناطق الآمنة التابعة للقوات الدولية في بلدة سربرينيتشا، وقاموا بعمليات قتل منهجية للرجال والفتيان وطرد بقية المسلمين من البلدة.وقتل خلال هذه العمليات حوالي 8000 مسلم بوسني.وأوضح الجنرال الأمريكي المتقاعد أن الضابط الهولندي الذي أبلغه بذلك هو هانكمان بيرمان، الذي كان يتولى منصب رئيس هيئة أركان الجيش، والذي عزله البرلمان لعدم عثورهم على شخص آخر يحملونه المسؤولية.ولم تتمكن السفارة الهولندية من التعرف على شخص يحمل هذا الاسم في هذا المنصب، غير أنه عرف أن جنرالاً سابقاً في الجيش الهولندي كان يحمل اسم "هينك فان دن بريمن"،

وفي بيان لاحق لجلسة الاستماع، قال السيناتور كارل ليفين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "لقد كان ما حدث في سربرينيتشا مجزرة بل ضمير"، ولكن لا يمكن عزوها إلى وجود المثليين في الجيش الهولندي.وقال:"لا أعرف عن أي مؤرخ أو معلق نسب مثل هذا الإخفاق العظيم في حماية المدنيين في سربرينيتشا إلى سياسة الهولنديين بخدمة المثليين بصورة علنية في الجيش.. والجيش الأمريكي يخدم جنباً إلى جنب مع الهولنديين في أفغانستان دون أي صعوبة تذكر. وأيدت السفيرة الهولندية في واشنطن، ريني جونز-بوس، تصريح السيناتور ليفين، وقال إنها تفتخر بوجود السحاقيات والمثليين بصورة علنية في جيشه حيث يخدمون بتميز منذ عقود، كما يخدمون في مواقع العمليات العسكرية، مثل أفغانستان في الوقت الحالي